أشار رئيس دير مار أنطونيوس في النبطية الأب جوزف سمعان، في عظة عيد الفصح إلى أن قيامة المسيح الرب من بين الأموات تُشكّل دعوة دائمة لانتزاع الخوف من النفوس، كما لفت إلى أنها تُعدّ إرسالًا دائمًا لإعلان سرّ قيامته التي بها ننتصر على الخطيئة والشرّ. وأكد أن هاتين الكلمتين تزرعان سلام المسيح في القلوب والنفوس، ولهذا السبب نحتفل في هذه الليتورجيا الإلهية بـ"رتبة السلام"، راجين أن نكون صانعي سلام في عائلاتنا ومجتمعنا ووطننا، كما يريدنا يسوع، موضحًا أن ثقافتنا تقوم على أن نكون صنّاع سلام.
وأوضح أن المسيح الرب القائم من الموت يقول لنا، بكلمته الأولى، بلسان الملاك: "لا تخافوا"، مشددًا على أن هذه الكلمة يرددها لنا في جميع ظلمات حياتنا، سواء ظلمة الفقر والمرض، أو الحرب والقتل والتدمير، أو الاستبداد والظلم. وبيّن أننا على يقين بأن الرب المسيح أكسبنا بقيامته الحقّ في الرجاء الحيّ، الآتي من الله لا من البشر، معتبرًا أن رجاء المسيح يزرع في القلوب اليقين بأن الله يعرف كيف يوجّه كلّ شيء إلى الخير.
كما أكد أنه بعد قيامة المسيح، أصبح بإمكان الإنسان أن يتصالح مع الله بالتوبة، وأن يرجع إليه بالندامة، وأن يتوب عن إهانته له، وأن يتّحد به بالمحبّة، مشيرًا إلى أنه إذا تحقق ذلك، استطاع أن يتصالح مع أخيه الإنسان، بدءًا من الخصم، معتبرًا أن البطولة الحقيقية تكمن في هذا المسار.
وختم بالقول: "فيا ربّنا يسوع، المنتصر على الخطيئة والموت، بصلبك وقيامتك، هب لنا ولكلّ إنسان نعمة سلوك هذا النهج، بحيث نموت معك عن خطايانا، ونقوم معك لحياة جديدة. آمين. المسيح قام! حقًا قام".